يقول تعالى في سورة النساء الآية 103: (فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبكم فإذا اطمأننتم فأقيموا الصلاة إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً)
تحث هذه الآية الشريفة المسلمين على أن لا ينسوا ذكر الله بعد أداء الصلاة، وليذكروا الله حين قيامهم وقعودهم وأثناء نومهم على جنوبهم وليسألوه العون والنصر، والقصد من ذكر الله في حالة القيام والقعود والنوم على الجنبين، يحتمل أن يكون في فترات الاستراحة التي تسنح للمسلمين وهم في ساحة الحرب، كما يحتمل أن تكون في الحالات المختلفة للقتال، أي أثناء وقوف المقاتل أو جلوسه أو استلقائه على أحد جنبيه وهو يقاتل بأحد أنواع الأسلحة الحربية كالقوس والسهم مثلاً.
إن هذه الآية تشير في الحقيقة إلى أمر إسلامي مهم، يدل على أن أداء الصلاة في أوقات معينة ليس معناه أن ينسى الإنسان ذكر الله في الحالات الأخرى، فالصلاة أمر انضباطي يحيى ويجدد روح التوجّه إلى الله لدى الفرد، فيستطيع في أوقات أخرى غير وقت الصلاة أن يحتفظ بذكر الله في ذهنه، سواء كان في ساحة القتال أو في مكان آخر.
وقد فسرت هذه الآية في روايات عديدة على أنها تبين كيفية أداء الصلاة بالنسبة للمرضى، أي أنهم إذا استطاعوا فليؤدوا الصلاة قياماً، وإن لم يقدروا على ذلك فقعوداً، وإذا عجزوا عن القعود فعلى أحد جنبيهم.
وتؤكد هذه الآية أن حكم صلاة الخوف هم حكم استثنائي طارئ، وعلى المسلمين إذا ارتفعت عنهم حالة الخوف أن يؤدّوا صلاتهم بالطريقة المعتادة فإذا اطمأننتم فأقيموا الصلاة ...
وتوضح الآية في النهاية سرّ التأكيد على الصلاة بقولها إن الصلاة فريضة ثابتة للمؤمنين وأنها غير قابلة للتغيير : (... إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً).