بما أن الصلاة أفضل وسيلة مؤثرة تربط بين الإنسان وخالقه، وإذا أقيمت على وجهها الصحيح ملأت القلب بحبّ الله واستطاع الإنسان بتأثير أنوارها أن يتجنب الذنوب والتلوث بالمعصية، لذلك ورد
التأكيد في آيات القرآن الكريم عليها، ومن ذلك ما ورد في الآية الشريفة: (حافظوا على الصلاة والصلوات الوسطى وقوموا لله قانتين).
فلا ينبغي للمسلمين أن يتركوا هذا الأمر المهم بحجّة البرد والحرّ ومشكلات الحياة ودوافع الزوجة والأولاد والأموال.
أما ما هو المراد بقوله الصلاة الوسطى؟ ذكر المفسرون معان مختلفة للمراد من الصلواة الوسطى، وذكر صاحب تفسير مجمع البيان ستة أقوال، والفخر الرازي ذكر في تفسيره سبعة أقوال، وبلغ بها القرطبي في تفسيره إلى عشرة أقوال، أما تفسير روح المعاني فذكر لها ثلاثة عشر قولاً.
فالبعض يرى أنها صلاة الظهر، وآخر صلاة العصر، وبعض صلاة المغرب، وبعض صلاة العشاء، وبعض صلاة الصبح، وبعض صلاة الجمعة، وبعض صلاة الليل أو خصوص صلاة الوتر، وذكروا لكلّ واحد من هذه الأقوال أدلة وتوجيهات مختلفة، ولكن القرائن المختلفة المتوفرة تثبت أنها صلاة الظهر، لأنها فضلاً عن كونها تقع في وسط النهار، فإن سبب نزول هذه الآية يدل على أن المقصود بالصلاة الوسطى هو صلاة الظهر التي كان الناس يتخلّفون عنها لحرارة الجو، كما أن هناك روايات كثيرة تصرح بأن الصلاة الوسطى هي صلاة الظهر.
والتأكيد على هذه الصلاة كان بسبب حرارة الجو في الصيف، أو بسبب انشغال الناس في أمور الدنيا والكسب فلذلك كانوا لا يعيرون لها أهمية، فنزلت الآية آنفة الذكر تبيّن أهمية صلاة الوسطى ولزوم المحافظة عليها.