ثقافة ترويج الصلاة
تتوقّف إقامة الصلاة بالطريقة العظيمة التي تستحقّها هذه الشعيرة الدينيّة، على مجموعة من الإجراءات منها نشر بعض الكتب والمقالات التي تبيّن أهميّة الصلاة وتكشف عن بعض أسرارها ودلالات أفعالها.هذا ولكنّ نشر ثقافة الصلاة في المجتمعات الإسلاميّة، يتوقّف على إجراءات تختلف من بلدٍ إلى بلدٍ، بحسب ظروف البلاد وأوضاعها الاجتماعيّة والثقافيّة. وقد شهد المجتمع الإسلاميّ في عصر النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم انتشار مثل هذه الثقافة حتّى تحوّل مكان الصلاة إلى مكانٍ لكثير من الأمور الاجتماعيّة مثل: القضاء، والتعليم، والدعوة، والإعلام، والتجمّع للانطلاق إلى ساحات الجهاد، ومأوى المهاجرين، ومركز مساعدة الفقراء، بل وحتّى عقود الزواج كعقد السيّدة الزهراء عليها السلام.
ممّا يروج ثقافة الصلاة:
ومع تغيّر الأوضاع الاجتماعيّة في عصرنا الراهن، ثمّة اقتراحات يمكن تقديمها لترويج ثقافة الصلاة في المجتمعات المعاصرة، منها:
1- نشر صور عن صلاة الجماعة بإمامة شخصيّات مرموقة ومحبوبة اجتماعيًّا.
2- إقامة الرياضيّين صلاة الجماعة في أماكن عامّة مثل الملاعب الرياضيّة ونشر صورها.
3- اختتام الاجتماعات العلميّة والثقافيّة كالمؤتمرات والندوات بصلاة الجماعة.
4- الدعاء بعد صلاة الجماعة للمرضى الذين لا يقدرون على المجيء إلى المسجد، وهذا يدعو أقاربهم إلى المشاركة طمعًا بتذكير المصلّين بالدعاء لمرضاهم.
5- تثقيف الشباب على أن الصلاة والإلتزام بها من المعايير الأساس لاختيار الزوجين.
6- عقد احتفالات تكريم الطّلاب المتفوّقين في المساجد وتعليق صورهم في المساجد.
7- تولّي الشباب ذوي الأصوات الحسنة بعض الأنشطة المسجديّة مثل الأذان والإقامة.
8- تشجيع الشباب على كتابة مقالات قصيرة وقراءتها في المساجد على المصلّين.
9- تشجيع الأطباء ذوي الخبرة والراغبين في الخدمة العامّة على معاينة المصلّين مجّانًا.
10- تأسيس صناديق للقرض الحسن في المساجد وتخصيص ميزانيّاتها لإقراض المصلّين، عملًا بقوله تعالى: ﴿بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ﴾، ليعيش المصلّون هذه الحالة.
11- تحويل المسجد في بعض الأوقات إلى مدرسة لتعليم الطلّاب الذين يحتاجون إلى دعم تعليميّ، ليشعر الجيل الشابّ أنّ المسجد محلٌّ لحلّ مشاكله التعليميّة.
12- فتح أبواب المساجد ليلًا نهارًا واستغلال الأوقات في المطالعة والنقاش وعقد اللقاءات، بطريقة لا تُزعج المصلّين.
13- جمع زكاة الفطرة يوم عيد الفطر في المساجد وتسليمها إلى إمام المسجد ليتولّى توزيعها على الفقراء من المصلّين ليُسْهم المسجد في التخفيف عن كاهل الفقراء.
14- التزام إمام الجماعة بالحضور اليومي المنظّم إلى الصلاة، بل زيادة أوقات حضوره في المسجد عن أوقات الصلاة.
15- تكريم الجيل الشابّ في المساجد يحوّل الصلاة ومكانها إلى محلٍّ محبّب إلى نفوس هذا الجيل.
17- تقديم هدايا من المسجد بواسطة الإمام واللجنة المشرفة على إدارة المسجد، إلى المتزوّجين الجدد من جيران المسجد، وهذا يربط الزوجين بالمسجد والمصلّين ويشجّعهما على التردّد إلى المسجد.
18- عيادة المصلّين المرضى الذين يتغيّبون عن الصلاة يشدّ أواصر العلاقة بين المصلّين.
ما يقرّب الصلاة من أعماقها:
تقرب إقامة الصلاة من معناها الواقعيّ ومن الحالة التي يريدها الله لها:
1- إذا لم يكتفِ المصلّون بالصلاة الظاهريّة وأدّوها دون الالتفات إلى الكمالات التي تترتّب عليها.
2- إذا لحظت الأموال والميزانيّات التي تُنفق على النهي عن المنكر على تأمين الظروف المساعدة على إقامة الصلاة.
3- إذا صُرفت بعض الأموال التي تُنفق على الكتب وغيرها من الأعمال التي تهدف إلى بناء الإنسان، على الصلاة والاهتمام بإقامتها.
4- إذا خُصّص بند من الميزانيّات المخصّصة للأعمال الثقافيّة للصلاة وما يرتبط بها.
5- إذا التفت الفنّانون والناشطون في الحقل الثقافيّ وعملوا على بيان أسرار الصلاة بطريقة تقرّبها من أذهان الناس وقلوبهم.
إذا فعلنا هذه الأمور جميعًا نقترب قدر المستطاع من الحالة التي يريدها الله لإقامة الصلاة، وإلا فإنّنا نسير في الاتّجاه المعاكس، أي نحو الاستخفاف بالصلاة، وهو الأمر الذي حذّرنا منه الإسلام ونهانا عنه.
لا تكن من هؤلاء:
ومن مظاهر الاستخفاف بالصلاة في بعض المجتمعات الإسلاميّة:
• أنّ بعض الأشخاص لا يعرفون كيفيّة الصلاة.
• وبعضهم لا يعرفون شروط صحّتها.
• وآخرون لا يعرفون شروط قبولها.
• وكثيرون لا يصلّونها في أوّل وقتها.
• وجماعة من الناس لا يهتمّون بصلاة أبنائهم.
• وثمّة عدد من الناس لا يعنيهم صوت المؤذّن وكأنّهم لا يسمعونه.
• وبعض الناس يصلّون في أسرع وقت ممكن وأقصره كنقر الغراب.