قد يحسب البعض أن هذا الإصرار والتوكيد على الصلاة ضرب من التعسير، ولربما منع ذلك الإنسان من القيام بواجبه الخطير في الدفاع عن نفسه في مثل ظروف القتال الصعبة.
في حين أن هذا الكلام اشتباه كبير، فالإنسان في مثل هذه الحالات أحوج إلى تقوية معنويته من أي شيء آخر، لأنه إذا ضعفت معنويته واستولى عليه الخوف والفزع فإن هزيمته تكاد تكون حتميّة، فأي عمل أفضل من الصلاة والاتصال بالله القادر على كل شيء وبيده كل شيء من أجل تقوية معنويات المجاهدين أو من يواجه الخطر.
لو طالعنا الشواهد التاريخية الكثيرة في جهاد المجاهدين المسلمين في صدر الإسلام فإننا سنقرأ أن توجه الجنود المسلمين إلى الصلاة والمبادئ الإسلامية كان له أثر فعال في تقوية عزائمهم وفي التالي انتصارهم على عدوهم.
وعلى أي حال فإن أهمية الصلاة وتأثيرها الإيجابي في الحياة أكبر من أن يستوعبها هذا المختصر، فلا شك في أن الصلاة إذا روعيت معها آدابها الخاصة وحضور القلب فيها فإن لها تأثيراً إيجابياً عظيما في حياة الفرد والمجتمع، وبإمكانها أن تحلّ الكثير من المشاكل وتطهر المجتمع من الكثير من المفاسد، وتكون للإنسان في الأزمات والشدائد خير معين وصديق.