مواقيت الصلاة
الفجر : 04:16
الشروق : 05:30
الظهر : 11:43
العصر : 15:15
المغرب : 18:14
العشاء : 19:05
منتصف الليل : 23:01
الإمساك : 04:08
X
X
الاعلان

في رحاب الإمام الخامنئي

في رحاب الإمام الخامنئي

المناسبة: ملتقى الصلاة العام التاسع عشر
الزمان: 12/10/2010
بسم الله الرحمن الرحيم
إنّ إطلاق ظاهرة المسجد في قبا أولاً ثم في المدينة كانت من أجمل وأعمق إبداعات الإسلام في بداية تأسيس المجتمع الإسلامي: بيت الله وبيت الناس، خلوة الأنس مع الله وتجلي الحشر مع الناس، قطب الذكر والمعراج المعنوي وميدان العلم والجهاد والتدبير الدنيوي، مكان العبادة ومقر السياسة، ثنائيات مترابطة تظهر صورة المسجد الإسلامي واختلافه عن أماكن العبادة الشائعة في الأديان الأخرى.
في المسجد الإسلامي يمتزج وَجدُ العبادة الخالصة وبهجتها مع توثّب الحياة الطاهرة والعقلانية والسليمة، ويقترب الفرد والمجتمع من الطراز الإسلامي لهذه الحياة.
المسجد مظهر امتزاج الدنيا والآخرة وتواصل الفرد والمجتمع في رؤية المدرسة الإسلامية وأفكارها.
بهذه النظرة تخفق قلوبنا للمسجد وتفيض بشوق المسؤولية والشعور بها. ليست قليلة بين المساجد اليوم تلك التي بمقدورها تقديم نموذج لهذه الصورة الجميلة المشرقة.
حضور جيلنا الشاب الطاهر ورجال الدين والأساتذة الواعين المخلصين جعل بعض المساجد بحق مقصداً للذكر والعبادة والفكر والمعرفة، وأثار في قلوبنا ذكريات عزيزة قيّمة. ولكن ما لم يؤدَّ هذا الواجب بتمامه وكماله يجب أن لا يغفل أيّ منّا بل لا يستطيع أن يغفل عن الخطر الذي يهدد المجتمع والشباب والعوائل والأجيال القادمة بسبب قلة المساجد أو ضعفها، أو أن نحرم أنفسنا من البركات العظيمة التي يهديها المسجد بطرازه الإسلامي لبلادنا ونظامنا وشعبنا.
النقطة المهمة الأولى هي بناء المسجد وحضور رجل الدين المناسب فيه. اليوم حيث توجد عشرات الآلاف من المساجد في البلاد تفتقر القرى والمدن والأحياء والمجمعات السكنية للآلاف من المساجد الآخرى اللازمة لها. الوصول السهل للمسجد حاجة ضرورية للمؤمنين والشباب والناشئة في مجتمعنا.
رجل الدين الورع والمتعقل والخبير والمخلص في المسجد كالطبيب والممرض في المستشفى يبعث في المسجد الروح والحياة. على أئمة الجماعة أن يعتبروا إعداد أنفسهم للطبابة المعنوية واجبهم الحتمي، وعلى مراكز شؤون المساجد والحوزات العلمية في كل مكان أن تمدّ لهم أيدي العون.
يجب أن تكون المساجد قاعات للتفسير والحديث ومنابر للمعارف الاجتماعية والسياسية ومراكز للموعظة وتربية الأخلاق.
على سدنة المساجد ومديريها وأمنائها أن يجذبوا قلوب الشباب الطاهرة ويبعثوا فيها الشوق. حضور الشباب والروح التعبوية ينبغي أن يجعل أجواء المساجد حية زاخرة بالنشاط والتطلع إلى المستقبل وطافحة بالأمل.
يجب إطلاق التعاون وشدّ أواصر بين المسجد والمراكز التعليمية في كل محلة وحي. ما أجمل أن يشجَّع التلاميذ المميزون البارزون في كل حي في المسجد من قبل إمام الجماعة وأمام أنظار الناس.
يجب على المسجد أن يقيم علاقات متينة مع الشباب الذين يتزوجون، والذين يحرزون نجاحات علمية واجتماعية وفنية ورياضية، ومع أصحاب الهمم الذين يجعلون مساعدة الآخرين موضوعاً لهممهم، وأصحاب الهموم الذين يبحثون عمّن يروِّح عنهم همومهم، وحتى مع أهالي الأطفال الذين يولدون تواً.
يجب أن يكون المسجد في أية منطقة أو حي مأمناً وسبب خير وبركة، وأن لا يكون من باب أولى سبباً في إيذاء جيرانه وإزعاجهم.
بث الأصوات المزعجة خصوصاً في الليل وعند أوقات راحة الناس عمل غير صحيح وفي بعض الأحيان بخلاف الشرع. الصوت الوحيد الذي يجب أن يفشى في الأجواء من المسجد هو صوت الأذان بصوت عذب محبب.
عمران المساجد والاهتمام بزينتها المعنوية والظاهرية من واجب الجميع، وعلى كل شخص المساهمة في ذلك بمقدار قدرته وهمته. على الناس والبلديات والأجهزة الحكومة أن تمارس دورها في هذا الجانب، وبوسع عالم الدين العالم المتحمِّل لمسؤولياته والورع ـ بل يجب عليه ـ أن يكون محوراً لهذه المنظومة من المساعي المقدسة.
أسأل الله تعالى التوفيق للجميع، وأرجو من الله دوام العمر والحيوية والتوفيق المطّرد لعالم الدين المجاهد والخدوم حضرة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ قراءتي.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السيد علي الخامنئي
18 مهر 1389

| 13633 قراءة

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد