مواقيت الصلاة
الفجر : 05:28
الشروق : 06:41
الظهر : 12:24
العصر : 15:38
المغرب : 18:24
العشاء : 19:15
منتصف الليل : 23:43
الإمساك : 05:20
X
X
الاعلان

ذكر التسبيح

ذكر التسبيح

ذكر التسبيح

سبحان الله:
يُسبّح المصلّي الله تعالى في ركوعه وسجوده. والتسبيح هو قولك: "سبحان ربّي العظيم وبحمده" في الركوع، وقولك: "سبحان ربّي الأعلى وبحمده" في السجود. وقد ورد أنّه لمّا نزلت الآية: ﴿فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ1 قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "اجعلوها في ركوعكم" ، فلمّا نزلت الآية: ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى2 قال صلى الله عليه وآله وسلم: اجعلوها في سجودكم3.

مقام التسبيح:
التسبيح أصل جميع العقائد والأفكار الإسلامية الصحيحة، فالتوحيد يعني تنزيه الله تعالى عن الشريك: ﴿سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ4، والعدل يعني تنزيه الله عزّ وجلّ عن الظلم: ﴿سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ5، والنبوّة والإمامة تعني تنزيه الله عزّ وجلّ عن العبثيّة وتنزيهه تعالى عن أن ترك الناس سدى، دون أنّ يُنظِّم لهم البرنامج ويضع لهم القوانين، فيضلّوا ويغرقوا في بحر الأهواء والأذواق: ﴿وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُواْ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاء بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِّلنَّاسِ6. أمّا المعاد فيعني تنزيه الله سبحانه عن أن يكون خلقه باطلًا وعبثًا، وأنّ نهاية العالم العدم: ﴿وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ...7، و ﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ8. فالتسبيح ليس منبع العقائد الإسلامية فحسب، بل أصل الكثير من الكمالات الروحية والمعنوية.

سبحان الله:
منبع رضا الإنسان بما يصدر عن الله تعالى، فإذا نزّه العبد ربّه عن كلّ نقصٍ وعيبٍ، فإنّه سوف يرضى بقضاء الله تعالى، ويُسلِّم لمشيئته الحكيمة.

سبحان الله:
منبع التوكّل، فإذا نفى العبد عن المولى عزّ وجلّ كلّ حاجة، ونزّهه عن كلّ ضعف وعجز، فلماذا لا يتوكّل عليه في أموره كلّها، ويعتمد عليه في جميع حاجاته وشؤونه؟: ﴿قَالُواْ اتَّخَذَ اللّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ9.

سبحان الله:
أصل الحبّ لله تعالى، لأنّ الذات المنزّهة عن العيب والنقص، والمطهّرة من كلّ رجس، هي محبوبة الإنسان ومعشوقه.

سبحان الله:
مقدّمة الحمد والثناء، ثناء على الذات التي لا يُداخلها قبحٌ ولا نفورٌ، لذلك جاءت عبارة "سبحان الله" في التسبيحات الأربع مقدّمة على "الحمد لله".

سبحان الله:
مفتاح النجاة من جميع الخرافات والأوهام والانحرافات البشرية: ﴿فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ10. ولعلّه لهذه الأسباب، ورد في القرآن الكريم الأمر بتسبيح الله تعالى أكثر من الأذكار الأخرى، فقد ورد الأمر بالتسبيح (16 مرّة)، والاستغفار (8 مرّات)، وذكر الله (5 مرّات)، والتكبير (مرّتان). على أنّ الأمر بالتسبيح ورد في كلّ آن وزمان وعلى كلّ حال، ليتوجّه العبد - دائمًا - إلى الله المتعال، وينزّهه عن كلّ عيب ونقص: ﴿وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاء اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ ...11. سبّح ربّك عند النصر، وفي أوقات الفرح والسرور: ﴿إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ12. سبّح ربّك في أوقات الشدّة والعسر والبلاء: ﴿فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ13.

لا يمكن للإنسان معرفة الله سبحانه حقًّا، لأنّه محدودٌ من جميع الجهات، لذلك من الأفضل أن يقرّ بضعفه، ويقول: إلهي أنت المنزّه عن أن يصل إليك فكر أو خيال، وأعلى وأعظم ممّا يصفك به الواصفون: ﴿سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرً14 إلا عبادك المخلَصين، الذين تمكّنوا من وصفك بعدما جاءهم العون والمدد الإلهي: ﴿سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ15، وصفوه عن علم ومعرفة ودراية بما يليق بذاته المقدّسة.

ثواب التسبيح:
أحبّ الكلام إلى الله تعالى التسبيح، فعن رسول الرحمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم في جزاء التسبيح قال: "إذا قال العبد سبحان الله سبّح معه ما دون العرش فيُعطى قائلها عشر أمثالها، وإذا قال الحمد لله أنعم الله عليه بنعم الدنيا موصولًا بنعم الآخرة"16. على أنّ الروايات في ثواب التسبيح كثيرةٌ، ومن أراد التوسّع يُمكنه مراجعة كتب الأحاديث والأخبار17.

لا شكّ في أنّ للتسبيح جزاءً وآثارًا في الدنيا أيضًا، وقد بيّنتها الروايات. قال أبو عبد الله عليه السلام: "إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لأصحابه ذات يوم: أرأيتم لو جمعتم ما عندكم من الثياب والآنية ثمّ وضعتم بعضه على بعض ترونه يبلغ السماء؟ قالوا: لا يا رسول الله، فقال: يقول أحدكم إذا فرغ من صلاته (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر) ثلاثين مرّة، وهنّ يدفعن الهدم والغرق والحرق والتردّي في البئر وأكل السبع وميتة السوء والبليّة التي نزلت على العبد في ذلك اليوم"18.

التسبيح العمليّ:
عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام: "ما ابتُلي المؤمن بشيء أشدّ عليه من ثلاث خصال يحرمها، قيل: وما هي؟ قال: المواساة في ذات يده، والإنصاف من نفسه، وذكر الله كثيرًا، أما إنّي لا أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، ولكن ذكر الله عندما أحلّ له وذكر الله عندما حرّم عليه"19.

تكرار التسبيح:
جاء في الخبر أنّ رجلًا دخل على الإمام الصادق عليه السلام وهو يُصلّي، وهو مشغول بتسبيح الله عزّ وجلّ في حالة الركوع، فعدّ له في الركوع والسجود ستّين تسبيحة20، وكان إذا سجد عليه السلام سبّح خمسمئة مرّة. وتكرار التسبيح ليس فقط في الصلاة، بل وفي مناسك الحج أيضًا، أثناء النظر إلى الحجر الأسود، وعند السعي بين الصفا والمروة، وفي موارد ومواضع أخرى كثيرة.

مضافًا إلى الذكر في الركوع والسجود، تتكرّر التسبيحات الأربع أيضًا في الركعتين الثالثة والرابعة: "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر". وبناءً للروايات التي وردت من السنة والشيعة، فإنّ المراد من "الباقيات الصالحات" الواردة في الآية: 46 من سورة الكهف هي هذه التسبيحات الأربع21. وعن أمير المؤمنين عليّ عليه السلام أنّ إبراهيم الخليل عليه السلام عندما كان يبني الكعبة كان ذكره: "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر"22.

ذكر الله في ثقافة الآباء والأبناء:
من المناسب في هذا المجال إلقاء نظرة على مكانة "ذكر الله" في ثقافة الآباء والأجداد الإسلامية، وقيمة هذا الذكر لديهم، وتقييمه: كان آباؤنا وأمّهاتنا إذا تعجّبوا قالوا: "ما شاء الله" و"سبحان الله"، وعندما يدخلون إلى البيت يقولون: "يا الله" و"بسم الله"، وعند اللقاء: "حيّاك الله" وعند الوداع: "في أمان الله"، فإذا قاموا قالوا: "يا الله" و"يا عليّ"، ولرفع التعب يقولون: "عافاك الله"، أما في الجواب عن السؤال عن الحال، فكانوا يقولون: "الحمد لله" وعند بدء الطعام أو الشراب: "بسم الله"، وعند الانتهاء من الطعام: "الحمد لله" و"الشكر لله". وكانت الجدّة تبدأ قصتها: "كان يا ما كان في قديم الزمان، يوم لم يكن ملكٌ إلا الله". إلى غير ذلك من الأذكار التي ترد على ألسنة الآباء والأجداد ممّا يصعب حصره في مثل هذا الكتاب.

من هنا، يظهر لنا أنّ التربية في هذه الأحضان، كانت على الدوام على ذكر الله تعالى، وذكره وتسبيحه دائم الجريان على الألسن، لكن إذا نظرنا إلى أيامنا الحاضرة ووضعنا الحاليّ، نجد أنّ الثقافة الغربيّة قد نفذت إلى مجتمعاتنا، وغيّرت أحوالنا وأذكارنا وألسنتنا، وبدّلتها من الثقافة الإسلامية إلى ثقافة الغرب الفاسدة، ولا داعي لذكر المصطلحات الغربية التي انتشرت في مجتمعنا، خصوصاً المصطلحات الأجنبيّة، إضافة إلى ثقافة اللباس والمأكل والمشرب أيضاً، وحتى شكل قصة الشعر... نسأل الله تعالى أن تعود ثقافتنا الإسلاميّة بأفضل حالٍ وأفضل لسان في ظلّ الصحوة الإسلامية والثورة المباركة في إيران.

تسبيح الموجودات:
كلّ الوجود يُسبّح لله تعالى: ﴿يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ23 سواء من ذوات الأرواح كالطير، أوالجماد كالجبال: ﴿وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ24 و ﴿وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ ...25. وجميع هذه الموجودات تُسبّح من منطلق الشعور والإدراك: ﴿كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ26. كذلك الملائكة، تُسبِّح الله أكثر من أي مخلوقٍ آخر، فقد ورد عن أبي عبد الله عليه السلام أنّه قال: "والذي نفسي بيده الملائكة في السماوات أكثر من التراب في الأرض، وما في السماء موضع قدم إلا وفيه ملك يُسبّح الله ويُقدّسه، وما في الأرض شجرة ولا عود إلا وفيه ملك موكّل يأتي الله بعلمها وهو أعلم بها، وما منهم أحد إلا ويتقرّب بولايتنا أهل البيت ويستغفر لمحبّينا ويلعن أعداءنا ويسأل الله أن يُرسل عليهم من العذاب إرسالاً"27.

وعن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال في حديث يذكر فيه قصة داود عليه السلام: "خرج يقرأ الزبور، وكان إذا قرأ الزبور لا يبقى جبل ولا حجر ولا طائر إلا جاوبه"28. وجاء في الحديث أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن أن توسم البهائم في وجوهها، وأن تُضرب في وجوهها لأنّها تُسبِّح بحمد ربّها29.

• إن كنت غائبًا عن العيون فإنّ ذرّات العالم تُناجيك
• فمنطق الماء والتراب والطين تُدركه حواسّ أهل القلوب
• إنّ جميع ذرّات العالم تقول لك بصوت خافت، وعلى الدوام
• نحن نسمع ونرى وندرك، صامتون، لكنّنا نُسبِّح بحمدك30.

جاء في الخبر أنّ جماعة من الطيور مرّت من أمام الإمام السجّاد عليه السلام، فنظر إلى من حوله وقال، إنّ الطيور لتسبّح الله تعالى كلّ صباح وتسأله رزقها31. وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما من طير يُصاد في برٍّ ولا بحرٍ ولا يُصاد شيء من الوحوش إلا بتضييعه التسبيح"32.

يقول بعضٌ إنّ المراد من تسبيح الموجودات وسجودها هو المعنى المجازي. فكما أنّ الصورة تشهد على ذوق الفنان، وكما أنّ الشِّعر يشهد على قريحة الشاعر، فإنّ هذا البناء العجيب للموجودات يشهد على علم الله تعالى وقدرته وحكمته ودقته، وينفي عنه كلّ عيب ونقص، وهذا هو معنى التسبيح. ولا يبدو لنا أنّ هذا التفسير صحيح، ودليلنا على ذلك:

أولًا: لا يوجد أيّ شاهدٍ أو دليلٍ على هذا المعنى.

وثانيًا: نستطيع التأويل والتحليل عندما يكون المعنى الظاهريّ للفظ أمرًا محالًا، نظير: ﴿يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ، إذ من المحال أن يكون لله تعالى يد، لذلك نقول إنّ المراد من اليد هو يد القدرة الإلهيّة، ولا يحقّ لنا التأويل وصرف معنى الآية عن ظاهرها، لمجرّد أنّنا لا نستطيع فهم المعنى الظاهريّ أو تصوّره. فكيف يمكننا التأويل والقرآن يصرّح ويقول: ﴿تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ33. كيف يحقّ لنا التأويل والقرآن يقول: ﴿وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيل34.

نقرأ في القرآن الكريم- تكرارًا- قوله تعالى على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو أعلم الخلق، وباب الله تعالى: ﴿إِنْ أَدْرِي35، أي "لست أعلم". فأين المشكلة في أن نتواضع قليلًا ونقول: "لسنا نعلم"؟! اللافت أنّ المولى تعالى يُحدّثنا عن جهلنا وعدم علمنا بصراحة متناهية: ﴿وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ، غير أنّ غرور الإنسان يمنعه من الاعتراف بالجهل بأسرار الوجود. فليكن تسبيح الموجودات سرًّا من هذه الأسرار التي نجهلها. ألم يصرّح القرآن بأنّ الهدهد أحاط علمًا بما لم يُحط به سليمان بنفسه، واطّلع على مملكة سبأ وملكتهم بلقيس، وعلم أنهم يعبدون الشمس، وأخبر سليمان بذلك. يقول تعالى وهو يُحدِّثنا عن قصة علم الهدهد واطلاعه: ﴿فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ * إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ * وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ36. فأين الهدهد الذي يطير في السماء من الأرض التي عليها مملكة سبأ؟ كيف أدرك وميّز الرجل من المرأة؟ الملكة من الرعية؟ عبادة القوم للشمس والشرك والتوحيد و...؟ لا شكّ في أنّ كلّ ذلك علامة الإدراك والشعور عند الموجودات.

يُحدّثنا القرآن الكريم عن النملة التي أنذرت قومها: ﴿قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ37. كيف أدركت هذه النملة كلّ ذلك؟ إنّ في هذه الآيات التي تتحدّث فيها النملة عن حركة الإنسان واسمه "سليمان" وجيشه، وعدم شعورهم بوجود النمل تحت أقدامهم، وإشفاق النملة على قومها من الموت والهلاك، ذلك كلّه من المؤشّرات التي تهدينا إلى إدراكات الوجود والموجودات وشعورها، فإذا قبلنا هذا الشعور والإدراك الوارد في النص القرآني، والذي يجب أن نقبله، بعد ذلك لا يبقى لزوم لمزيد من البحث والتبرير والتحليل حول مسألة تسبيح الموجودات.

* من كتاب شرح الصلاة.


1- سورة الواقعة: الآية 74.
2- سورة الأعلى: الآية 1.
3- انظر: مستدرك الوسائل، ج 1، ص 225. والميزان في تفسير القرآن، ج 19، ص 160.
4- سورة الطور: الآية 43.
5- سورة القلم: الآية 29.
6- سورة الأنعام: الآية 91.
7- سورة آل عمران: الآية 191.
8- سورة المؤمنون: الآية 115.
9- سورة يونس: الآية 68.
10- سورة الأنبياء: الآية 22.
11- سورة طه: الآية 130.
12- سورة النصر، الآيات 1 - 3.
13- سورة الصافات: الآيتان 143- 144.
14- سورة الإسراء: الآية 43.
15- سورة الصافات: الآية 159- 160.
16- وسائل الشيعة، ج 4، ص 1207.
17- انظر: الوسائل، الكافي وغيرهما.
18- الشيخ الطوسي، تهذيب الأحكام، ج 2، ص 107.
19- تفسير نور الثقلين، ج 4، ص 287.
20- وسائل الشيعة، ج 6، ص 304.
21- انظر: الميزان في تفسير القرآن، ج 13، ص 319.
22- انظر: وسائل الشيعة.
23- سورة الجمعة: الآية 1.
24- سورة الأنبياء: الآية 79.
25- سورة الرعد: الآية 13.
26- سورة النور: الآية 41.
27- تفسير القمي، ج 2، ص 255.
28- تفسير نور الثقلين، ج 3، ص 444.
29- تفسير نور الثقلين. ج 3، ص 168.
30- شعر فارسي.
31- الميزان في تفسير القرآن، ج 13، ص 206.
32- تفسير نور الثقلين، ج 3، ص 613.
33- سورة الإسراء: الآية 44.
34- سورة الإسراء: الآية 85.
35- هذه الجملة تكررت في القرآن 4 مرّات، من جملتها سورة الأنبياء: الآية 109.
36- سورة النمل: الآية 22 – 24.
37- سورة النمل: الآية 18.

| 12586 قراءة

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد